من قصص الأباء و الأجداد إعداد / سامي بن عبدالله بن عبدالرحمن السنيد |
|
|||
الزوار [Hit Counter] |
|
|||
دمعة أسى ...! عرف العم (أبو نبيل عبدالعزيز بن عبدالرحمن السنيد) بسعةالإطلاع و المعرفة و بمواقفه السياسية و الفكرية التي كان خالف بها الكثيرين ممن حوله ، و كان و لا يزال (رغم تقدم السن فقد جاوز الثمانين) من النشطين في مجال الحقوق المدنية و العمالية و له في ذلك حكايات و مواقف كثيرة عبر السنين يعرفها من عاشره ، و قد أفنى (العم أبو نبيل) جل سنين عمره دفاعاً عن المبادئ التي أمن بها ، و قد أشغلته هذه المبادئ عن غيرها من الأمور المهمة في حياته .... وقبل ما يقارب السنتين من كتابة هذه الأسطر في عصر أحد أيام فصل الربيع لعام 1425 هـ كان العم (أبو نبيل) في زيارة لبيتي و كنت و إياه في الحديقة ننتظر ما يسمى (بفنجان القهوة التركية) الذي إعتاد على شربه عند زيارته لنا ، لاحظت في وجهه الشرود و التأمل بشجرة اللوز القريبة منا . فبادرت العم أبو نبيل بسوأل فقلت له : إيه ياعم ... مالذي تتمناه لو أعطيت فرصة العودة في العمر الى مرحلة سنين الشباب الأولى ؟ فقال : ماذا تقصد ؟ قلت : أقصد لو عادت السنين الى الوراء فهل سيتغير شيئ فيما مضى من أعمالك السابقة ؟ هل ستعيد ترتيب بعض الأشياء في حياتك الماضية؟ قال : لا ... فأنا لست نادماً على ما فعلت ... كلها أشياء راضي شخصياً عنها ... و لكن قد أستطيع أن أعملها بدقة و بشكل أفضل مما سبق . ثم سكت فترة من الزمن ... شرد خلالها بعض الشيء في تفكير عميق ... ثم عاد و أكمل حديثه فقال ... ( و لكني نادم على أنني لم أستغل بعض الوقت في حفظ القرأن الكريم ، فقد كان بأمكاني ذلك لو فطنت له) ثم سكت ... و سالت دمعة من عينيه على خده ... أدركتها عيناي قبل أن يمسحها بطرف غترته البيضاء ...
|
||||
جميع الحقوق محفوظة © ، أضغط هنا للإطلاع على إتفاقية إستخدام الموقع |